بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 مايو 2024

مقال عن مسلسل عالم الست وهيبة

 

الاجزاء تتحدث عن الازمنة                

تحت عنوان

مسلسل عالم الست وهيبة

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين



وانتهى عرض حلقات مسلسل (عالم الست وهيبة) الجزء الثاني المثير للجدل وهذا ليس بسبب قضايا درامية شائكة كما يظن البعض ولكن بسبب العقليات الساذجة القائمة على مركز القرار في يومنا هذا ، وكان لابد من قراءة تضمينية لهذا العمل .

وفي الشروع لكتابة موضوع نقدي عن عمل تلفزيوني يجب ان يكون هناك رؤية تمتاز بالاطلاع الواسعة لتمكين الناقد من رصد موضع الخلل والتميز في العمل ومن هنا يجب التحدث عن النص وصاحبة وهو العملاق (صباح عطوان) وليس هو القلم الوحيد على الساحة الادبية في هذا المضمار ولكن عندما نتحدث عن هذه الشخصية يجب ان تكون هناك معلومة حاضرة وهي انه القلم الوحيد الذي فرض نفسه على الساحة في ذلك الوقت الذي كان من اهم ميزاته هو فرض افكار معينة وتقيد حرية الفكر وهذا لم يمنع (صباح) من التميز في ذلك الوقت انذاك

وهنا نعود لمضامين الاجزاء وعلقتها في الازمنة لكل جزء ، وفي البداية كان العمل في الجزء الاول هو ينتمي الى الاعمال التوعوية وندرك هذا من أصل التسمية للعمل وهو يحمل اسم شخصية اجتماعية تأخذ على عاتقها دور اصلاحي توعوي وهي شخصية (وهيبة) الممرضة في احد المراكز الصحية وهي بمثابة محور العمل وجميع الشخصيات تعتبر ثانوية ولكن من روائع ذلك النص انه جعل هناك ما يعرف بالبطولة الجماعية وبرزت فيها شخصيات كان لها الاثر الكبير على المشاهد ومنها (مهيدي) و شخصية (عبود الضامن) وهي شخصيات مازالت عالقة في الذاكرة ، والحق يقال ان العمل لم يكتب له النجاح لا من خلال تلك الشخصيات المعبرة والمستفزة في أنن واحد ومن الاهداف التي قدمها الجزء الاول وهو ان لا أحد فوق قوانين الدولة في ذلك الوقت وقد نجح المؤلف في هذه المهمة ، من خلال النهاية الواقعية التي تخدم اصل الفكرة والمضمون

ولكن ما قدم في الجزء الثاني لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يتوقعه المشاهد والبداية كانت في التوظيف السياسي للعمل من خلال استغلال الفرص الضائعة للعمل على اظهار النظام السابق بالصورة السيئة وهذا لا يعني ان الصورة الحقيقية لتلك الفترة وردية كما يظن الكثير وهذا ما اعطى صبغة تساهم في زج المشاهد في ما يعرف بالصراع السياسي .

وما يأخذ على مجريات المسار الدرامية في هذا الجزء هو الخروج من اصل الفكرة والهدف الاصلي لهذا العمل وهي التوعية الاجتماعية ودفع النص لما يعرف بمحاكات الرغبات الشخصية وهو الحديث عن البطولة في مضمار الجريمة واظهار الخارجين على القانون هم اصحاب النفوذ المطلق ورغم انها الحقيقة ولكن ما قدم اعتبره من وجهة نظري المتواضعة هو تضمين لمفهوم الجريمة في المجتمع وجعل من شخصية المجرم مثال يقتدى به .

ولم يقف الامر عند هذا ولكن هناك أخفاق في المسار الدرامي في التعامل مع الشخصيات من الفروض ان تكون محورية تم تغيبها عن النهاية ومثالنا في هذه شخصية الفنانة (سولاف جليل) هو حبيبة الشخصية الاكثر اجرام في العمل وشخصية الفنان (احسان دعدوش) ابن حجية فتنة وغيرها الكثير ممن تم تسقيطهم من السياق الدرامي للعمل بشكل فوضوي وهذا ما ساهم في عدم اكتساب العمل المصداقية لدى المشاهد

واذا ما اردنا الحديث في اسباب فشل العمل تكون الادارة الاخراجية للعمل المسؤول الوحيد عن هذا من خلال عدم قدرتهم على توفير التقنيات والمحاكاة بين النص والمشاهد التمثيلية وقد يكون هذه بسبب الضغوط التي ممارسة على ادارة العمل بسبب الاراء والتوجهات السياسية القائمة ، ولكن هناك خلل واضح في طريقة التعامل مع النص الاصلي للعمل .

وفي النهاية وهنا تكمن ام الكوارث والنهاية المستفزة بكل معنى الكلمة وهو انتصار مبدى الجريمة في نهاية المطاف والتبويب لهذا الامر جريمة وهروب المجرم وقتل رجال الشرطة واظهار السلطة في العمل كضيف شرف ، ورغم ان هذا هو الواقع الحقيقي للبلد ، ولكن وظيفة القلم في هذا المضمار هو صناعة الامر ، واذا ما كان هناك تراجع للقانون اما الجريمة في الواقع فواجبنا ان نزرع الامل لدى المشاهد في غدا افضل ، وهنا وفي نهاية الامر يستحضرني بيت للشاعر الجواهري رحمه الله يقول فيه

نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي        حَرَسَتْكِ آلِهة ُالطَّعامِ

نامي فإنْ لم تشبَعِي             مِنْ يَقْظةٍ فمِنَ المنامِ

الأربعاء، 15 مايو 2024

مقال الطائفية و المخازي التاريخية

 الطائفية و المخازي التاريخية

تحت عنوان

التاريخ قنبلة موقوتة

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين



في البداية اود الترحم على روح الدكتور (احمد ميسر السنجري) رحمه الله أستاذ مادة التاريخ في جامعة الموصل الذي كان قبل وفاته لديه النية في كتابة مجموعة مقالات تتحدث عن هذا الموضوع بعنوان (مخازينا) والذي كان يريد ان يتحدث عن الذين يجعلون من التاريخ مواد مسمومة الغرض منها قتل السلم الاهلي .

وان الذين يجعلون من التاريخ معياراً للحياة المعاصرة ، مثلهم مثل ذلك الحمار الذي ينظر في المرايا ، ويردد انني اعود الى فصيلة الخيول في الماضي ، وهذا لسان حال كل الذين يثيرون النعرات الطائفية من باب الحق المذهبي .

فالدول لا تبنى بهذه العقليات التي تعاني من التخلف الحضاري في التعاطي مع الارث التاريخي ، االأسس التي تبنى عليها الدولة يجب ان تكون بمعيار علمي رصين يتناغم مع معطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل فمن غير المعقول ان يكون هناك خطاب قذر بهذا الشكل على لسان الذين يطلقون على نفسهم انهم مهندسو بناء الدولة ذات طابع تقدمي ونهضوي .

وهناك حقيقة يجب الاعتراف بها وهي فشل الاسلام السياسي في بناء منهجية الدولة وهذا لا يقتصر على المذهب الشيعي او السني ولكن هناك تجارب مماثلة اعتمدت على تسيس الدين ومنها التجربة الاوربية وقرون من التخلف بسبب هيمنة النظام الكهنوتي المسيحي وسلطة الكنيسة على القرار السياسي ، وكانت من اهم نتائجها هي تلك الحروب الصليبية التي ساهمت في التخلف الحضاري والاقتصادي للقارة الاوربية ، ومن هنا نفهم خطورة تلك الايدولوجيات المنحرفة التي تجعل من التاريخ مادة ، لتحويل المجتمعات لقطعان من الخراف تفتقر للوعي الثقافي في بناء السلطة .

ومن هنا نرى ضرورة فصل الدين عن الدولة وذلك بسبب عدم قدرة العقلية الدينية في تجاوز الهفوات التاريخية وتحويلها لشماعة تستعمل عند الضرورة للحصول على مكتسبات سياسية وشخصية ، واستغلال ذوي النفوس الضعيفة لهذه الفقرة والتلويح بها كلما لزم الامر ، وفي خضم كتابتي لهذه السطور ورد سؤال في ذهني مفاده من يضمن لك نجاح الفكرة التي تروج لها .

والجواب يكون في النهضة والتطور التي شهدتها القارة الاوربية عند اتخاذ ذلك القرار في تحجيم دور الكنيسة في تشريع القرارات الادارية للدولة ، فجميع التجارب التي بنيت على اصول دينية على مدار التاريخ قد قدمت الصورة السيئة لكيان الدولة الهش القائم على روايات تاريخية والحقوق الالهية فيقتل هذا ويهجر أخر وتهدم مدن وكل هذه الجرائم ترتكب باسم الدين والمصيبة هنا الكل يتحدث بالنيابة عن الرب .

واذا ما كنا نريد بناء نظام سياسي رصين معاصر يحاكي الحضارة الانسانية يجب الكف عن مصادرة حقوق الاخرين بالعيش وفرض عليهم أفكار استحدثت ما بعد موت الانبياء ، والمضي في البحث عن عناصر تساهم في بناء الحضارة والبحث عن سبل رفاهية الانسان على هذه الارض ليتسنى له عبادة الله بالشكل الصحيح دون مأثورات الافكار الشاذة واشغاله بصرعات وتفاهات الفكر المنحرف.

وفي النهاية يذكرني اصحاب النعرات الطائفية المعتمدة على النصوص التاريخية بحكاية من التراث الموصلي مفادها (ان رجل رأى كلب ذو ذنب اعوج فشرع في تقويم ذلك الذيل فوضعه داخل قصبة اربعون يوماً وبعد انقضاء الفترة لم يضهر تعديل على ذلك الذيل) وهكذا الحال مع من يساهم في التطبيل للطائفية فمنذ الف واربع مائة عام لم يصحح هذا الفكر وقد أصبح هو سرطان المجتمع فيجب أستصال تلك العقول من جسد الدولة ، واستبدالها في شخوص تملك الوعي الثقافي والسياسي لبناء الدولة .

الثلاثاء، 14 مايو 2024

مقال حقيقة من يحكم هذا العالم

 حقيقة من يحكم هذا العالم

تحت عنوان

حقائق يجهلها المغفلون

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



(لا يحق لاحد ان يحمل الأجيال القادمة ديونه) قالها جورج واشنطن وهو من يكون غني عن التعريف (فالحروب ، المذابح ، أسقاط حكومات) . كلها قرارات تتخذ في داخل ما يسمونه البنوك العالمية ، ويكثر الحديث عن شخصيات تدير هذه العالم من خلف الستار وهذا ما يروجه من يريد تظليل الحقائق ، والحقيقة تحمل وجه أخر بعيد عن هذا المفهوم

ولنعود لفكرة تأسيس البنوك ومضامينها ومن أصول تلك المؤسسات البنكية هي صكوك او سندات تؤخذ لحفظ الحق البنكي بالأموال المسحوبة ، واذا ما عدنا لاصل كلمة صكوك ومفردها صك ، سوف نجد انه تعود الى زمن استعباد البشر في العقود الماضية ، والحق ان المعنى لم يتغير ، وهي مازالت صك يستعبد به الناس لغاية يومنا هذا .

وهنا نعود الى تأسيس الولايات المتحدة فقد ادرك المؤسسون الأوائل أهمية تلك الفرضية التي تعود الى مصطلح الأصلي في التداول ، وهنا برز ما يعرف بالاستعمار الاقتصادي ، من خلال فكرة توحيد العالم بعملة واحدة لا غير وهي الدولار ، وكان لابد من وجود طريقة لترويج الفكرة ، وهنا برز ما يعرف بالبنك الدولي والقروض الدولية التي يتم من خلالها التحكم بمقدرات الشعوب .

واذا ما اردنا مثل حقيقي لهذه العملية فالمثال هو عملية أسقاط النظام السابق والمعلن من أهداف كانت تخليص الشعب العراقي من نظام دكتاتوري وهذا غير صحيح ، ولكن ما أسقط ذلك النظام هو قرار (بيع النفط بعملة اليورو) وهذا ما لم ولن يسمح به أصحاب رؤوس الأموال العالمية وأصحاب البنوك فكان لابد من تقديم كبش فداء ليكون درس يتعلم منه الباقيين  ، والمشكلة ان هناك أغبياء مازالوا لم يتعلموا من ذلك الدرس .

و هم ذات المغفلين يعودون الى ذات القواعد المحضورة على الجميع ، وهي اللعبة المالية ووضع مصير الشعوب بيد ما لا يعرف الرحمة وسوف تبقى أجيال قادمة بأكملها مستعبدة لتلك المؤسسات المالية .

ومن الأكاذيب الجديدة التي يروجها أصحاب تلك البنوك هي (الشراكات الاستثمارية) ، وهنا يسعى الكثير من أصحاب العقول الساذجة في رهن رقاب العباد لأصحاب رؤوس الأموال في العالم دون وعي يذكر بحجم المخاطر المترتبة على ذلك الفعل .

بينما تفرض تلك البنوك المالية شروط قد تصل الى قطع أرزاق بعض البشر من خلال تسريحهم في وقت مبكر ومنع أخرون من العمل بحجة الشروط البنكية لأصل القروض الدولية .

ومن يخرج عن هذه القواعد سوف تكون نهايته وشيكة وقد تختلف الطرق في سحق تلك الأنظمة ولكن هي النهاية المحتومة للجميع ، ومن هنا نفهم تلك العقلية التي تحكم العالم من خلف الستار ، وقد يسأل أحدهم هل معنى هذا ان الولايات المتحدة من تحكم العالم ؟

الجواب (لا) فتلك المنظومات تتخذ من بعض الأنظمة ستار لها ، فلا الحكومة الامريكية ، ولا الشخصيات التي تحكم ما يعرف ب إسرائيل ، تملك القدرة على التحكم بشيء ، فالعالم اليوم يحكمه المال بكل عملاته فهناك شخصيات مستعدة للقضاء على نصف العالم من أجل حفنه من الدولارات ، ومن يظن ان السياسة هي من تملك قرار الحرب والسلم هم مجموعة حمقى ومغفلين .

ولكن هو وحش المال بعيون الطمع البشري التي جردت الإنسانية من القيم الأخلاقية وحولت بعض البشر لحيوانات بشرية مفترسة وبدأ يرسم ويخطط لاستعباد الأخرين بما يعرف (النظام الاقتصاد العالمي) .

وفي نهاية ما بدأت كلمة لكل من يظن ان يفهم بمجرد حصوله على شهادة تشهد له بقدرته الكبيرة على حفظ ما يملى عليه ، ان جميع الأنظمة التعليمية في دول العالم الثالث هي منهاج مدروسة والغرض منها تحويل هذا العالم الى حضيرة للحيوانات مبدأها الصراع في ما بينهم ، وفي جميع النتائج يكون المال الذي يحكم العالم هو المستفيد الوحيد من سذاجة العقول .

الاثنين، 13 مايو 2024

مقال السلطان محمود الغزنوي

 عندما تتحلى بأخلاق العرب تكون من تكون

تحت عنوان

السلطان محمود الغزنوي

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين



على صفحات التاريخ هناك شخصيات عظيمة لم تأخذ حقها في التعريف بها ، واذا ما تسالنا عن سر عظمة هؤلاء الرجال يجب ان يكون هناك اسباب لهذه العظمة ، ومنها المكتسبات الاخلاقية التي تكون قاعدة لفعال هؤلاء ، وقد ظهر العديد من الشخوص التي كان لها الاثر الكبير في تغير مسار التاريخ بشكل كامل .

وهنا نأخذ (الامة العربية) والتي تعتبر النواة الحقيقية التي ساهمت في نشر الدين الاسلامي في شتى البقاع الارض واذا ما بحثنا في اصل الموضوع يجب تبين المعلومة التالية ليس الدين وحده من غير المعطيات التي رسمت وجه العالم الاسلامي وهنا تظهر القيم العربية ودورها.

وفي حديث سيد الخلق رسولنا الكريم (ص) ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) صدق رسول الله وهو خير دليل على ما سوف يرد بين هذه السطور من تقيم للشخصية العربية وقد يظهر هنا احد الحمقى ليقول اننا نتحدث عن الاطلال ولكن هذا غير صحيح فالاصالة يكون لها القول الفصل في الحديث ومن هذا الذي يمتلك اصالة مثل العرب وهم من الذي قد يضاهيهم في قضية الاخلاق

ومن الرجال الذين اقتبسوا نسخة من تلك الاخلاقيات التي برزت في مواقفهم البطولية التي لا يمكن نكرانها والتغاضي عنها وهي شخصية ((السلطان يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي (ولد في 2 نوفمبر 971م - وتوفي في 30 إبريل 1030م) المعروف باسم محمود الغزنوي هو حاكم الدولة الغزنوية في المدة من عام 998م إلى 1030م في زمن الخلافة العباسية)) .

وهذه تعريف مختصر بالشخصية ولكننا اليوم بصدد الحديث عن اهم افعال هذه الشخصية المقتبسة من اخلاقيات العرب ومن تلك القضايا هي صدق النوايا والاخلاص في الايمان فالعرب ما كانوا يوما ليخرجوا من الجزيرة العربية الا بهذه الصفة وهذا ما ادركه ذلك السلطان وقد اقتبسها وكان له ما كان

وما يلفت الانظار في سيرة هذه الشخصية التي تقارن بقضية الالتزام بالخلفاء الراشدين وقد وصل الحال عند بعض المؤرخين وصفه بعزيمة الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وارضاه وهذا في حادثة هدم الصنم في ارض الهند والذي قال كلمات مازال لها الصدى ليومنا هذا (انه لأحب لنفسي ان انادى يوم القيامة ب محمود الذي هدم الصنم على ان اكون يومها محمود الذي ساوم على نصرة الاسلام بالمال) ومن هنا ذلك السر الذي حمله ذلك الرجل وهي القيم الاخلاقية للعرب ما قبل وبعد الاسلام .

ومن هنا نفهم وجوب التحلي بالأخلاق العربية ومنها الصدق والامانة والشجاعة والقيم الاخلاقية ومنها النخوة والمرؤة وكل هذه هي صفات العرب قبل الدعوة الاسلامية وهي ايضا من ساهمت في نشر الدعوة ، وفي هذه تكذيب لكل الادعاءات المغرضة التي تروج على ان العرب لم يمتلكوا حضارة قبل الاسلام على غرار الفرس والروم .

فالعرب هم من ساهم في تغير وجه العالم عندما امتلك الادوات وهنا المقصود بها ابجديات الدين الاسلامي ، ولمن لا يعلم ان الدين الاسلام نصفه أخلاق والتي يملك منها  الكثير العرب وهنا يجب التنويه ان من لا يمتلك الاخلاق لن يكون بمقدورة على قيادة سفينة الايمان .

وفي النهاية... اود ان اخبركم بان العرب امة خالدة لها امجادها وتاريخها نشرت كلمة الله في الارجاء الارض وكل من حمل اخلاق هذه الامة كان في السطور الاولى في كتاب التاريخ وكل المتامرين على الامة العربية هم مجرد حثالات تشعر بالنقص وعقدت الانتماء الى اصول تمتاز بالرصانة وهنا يجب التنويه لقضية مهما ان التاريخ لا يقاس فالفترة الزمنية لشخص او جماعة ولكن القياس الحقيقي له هو الافعال .

الأحد، 12 مايو 2024

مقال تفنيد آراء الدكتور عدنان إبراهيم

 تفنيد آراء الدكتور عدنان إبراهيم

تحت عنوان

تعميم وتحديد المصطلح

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



بعيد عن المعارك الفكرية العبثية التي نشهدها في هذه الأيام والحرب التي يشنها الدكتور على المدافعين عن نظرية الأرض المسطحة ، وللخوض في هذا الموضوع يجب الايمان بحقيقة واحدة لا غير وهي ان النصوص السماوية تلغي كافة العلوم العقلية البشرية واذا ما لم نؤمن بهذا فسوف يكون  لدينا مشكلة في قضية الايمان .

ومن القضايا التي شدت انتباهي ما ورد في مسالة الدفاع عن نظرية ما يعرف بالفكر الإسلامي في يومنا هذا ، هي قضية الخلط في مفهوم المصطلح حسب وروده في القران الكريم ، وقد استشهد ذاته في بعض النصوص القرانية لغرض اثبات نظريته ، ومن تلك الأمثلة هي التي تقرن بحدث معين وربطها بذات المصطلحات في موضوع ثاني ، وهنا تكمن اصل الكارثة فمن يحظى بمكانة في عالمنا اليوم يجب ان يكون حذر في طروحاته الفكرية والعلمية ، ومن يفعل هذا يكون ظنا منه ان العامة لا تمتلك القدرة على تميز الخطأ والصواب في ما يقدم وهذه صفة السذاجة وهنا المثل يضرب ولا يقاس .

وها هو يضرب الامثال في بعض النصوص القرانية ومنها (ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) صدق الله العظيم

وهنا أشار الدكتور على المقصود في ذكر الأرض في القران هو الذكر المحدود في المكان وهكذا ينطبق على جميع النصوص الواردة أي محدودية الأرض في كل ما ورد في القران ، بعدها جاء في مثال (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) صدق الله العظيم

والتصحيح هنا يكون المصطلح الوارد في النص القراني يخضع لقضية التعميم والتحديد حسب موضوع الحدث فليس من الممكن اخضاع المصطلحات لمقياس واحد لغوي ، فيكون هنا ما ورد على لسان العلامة من دلاىل تحسب عليه وليس له ، وهذا بسبب ان لكل كلمة يتغير معناه بمكانتها من اصل الجملة ، وهذا ما ورد في من يعتمد على نظرياتهم هو فرض نظريته وكانه لم يقرأ اصول علم الكلام من قبل وهذا يعتبر من الاشياء الغريبة التي صدمت في شخصية هذا الرجل .

وما يخفى عن الكثير ان هناك نظرية ثابتة في ركن الايمان مفادها (ان النصوص السماوية تفند كل النصوص البشرية اذا ما كانت علمية او تنظير بغض النظر عن مصدر ذلك النص) وهذا ينطبق على الجميع خلق الله بلا استثناء  حتى شخوص الأنبياء فمن غير المعقول ان هناك نبي يتكلم بما يتنافى مع اخبار السماء .

وفي الحقيقة وعلى المستوى الشخصي لا يهمني ان كانت الأرض كروية او منبسطة ، واعتمد في هذا على مبدأ لا حياد عنه (انه من يكذب بمبدأيات ايماني المطلق لن يصدق في طرحه لي من اطاريح يدعي انها حقيقية) ، والغريب ، ان هناك الكثير من الدعاة الإسلامين يكثرون من ترديد مصطلح التسليم وللأسف أيضا في هذا المصطلح يخضع للمزاجية مع التعامل مع النصوص الإلهية .

والغريب ان كل دلائل للعلامة الجليل تعتمد على قال فلان وفعل أخر في الماضي ولكن غاب عن ذهن الدكتور ان جميع العلوم بكافة فروعها العلمية والتنظيرية تخضع لمعاير سياسية وأخرى شخصية والدليل في هذا ان هناك نظريات بالكامل اعتمدت قائمة على نظرية الانطباع الشخصي كما ظهر عند ابن خلدون او الكامل لابن الاثير .

وهذا ما يدفعنا بعدم الدفاع عن ما يملى علينا من اخبار الغابرين فلهم عقول وفكر ولنا ما كان لهم ويحب الابتعاد عن قضايا جدلية لا تغني عن جوع او عطش وذكرني الدكتور عدنان هنا بقصة تروى عن فلاسفة روما فعندما كانت تحرق اسوار روما كانوامنشغلين  في قضية (هل ان الملائكة أناث ام ذكور) وهذا يدل على سذاجة بعض العقول البشرية في تناول بعض القضايا للحديث عنها .

وعند الحديث عن نظرية كروية الأرض أو تكذيبها هي أساليب عبثية لاأستفادة منها للعامة بشيء ، وهنا تكون توصية للذين يملكون الراي والعقد والحل حتى ولو بكلمة ان يتعالوا عن الدخول في مهاترات بعيدة عن العقل في قضايا تكبر فقط في الحديث عنها .

وفي النهاية ولكل ما ورد هنا ليس فيما كتب أساءه لشخص الدكتور لا سامح الله ولكن مجرد  راي ورد على ما طرح وفي النهاية اريد ان أقول له (ان بين الحق والباطل اربع أصابع) وهي المسافة ما بين العين والاذن ، ودلالة في هذا  ان ليس كل ما يسمع هو حقيقة .

الخميس، 9 مايو 2024

مقال

 عندما اغتيل العرب نحر الإسلام

تحت عنوان

لمن لغزة اليوم

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



أنا عربي العرق والمذهب ، يرى صاحب القلم ما لا تراه العامة ، وهذا بسبب الاطلاع على مختلف العلوم ومنها التاريخ ومن لا يقرأ التاريخ بتمعن لن يكون له حاضر ولا مستقبل ، وما نرى ونسمع به اليوم هو بسبب قراءتنا المغلوطة للتاريخ ، ومن يظن ان العرب هم دكتاتورية السلطة الدينية هم مجرد بعض  حمقى ومغفلين ، واذا ما اطلعت على اخبار العرب في العقود الغابرة سوف تدرك المعنى الحقيقي لحقيقة الأيدولوجية التي يتمتع بها العرب ، ومن يروج الى ان العرب هم عبارة عن اقوام بدائية استوطنت الصحراء وانهم غير قادرون على إقامة حضارة مدنية فهذه اراء بنيت على مواقف شخصية لا صحة لها كما فعل ابن خلدون .

وما يميز العرب دون سواهم هي الفراسة وهي أعلى أنواع الذكاء ومن يملك هذه الخصلة سوف يكون من السهل عليه ان يسود العالم أجمع وهذا ما ادركه أعداء العرب والمسلمون الأوائل ، فكان على العدو ان يجد طريقة لإيقاف العرب والدعوة التي يحملونها ولان الإسلام هيكل متكامل فوجه الأنظار لان يأخذون على عاتقهم حماية ذلك الهيكل ، ومن اكثر أنواع الغباء هو استغباء من تعادي ، وهنا ندرك ما علينا فعله .

ومحاربة العرب والإسلام قديمة بقدم الدعوة فلم يشهد العرب سلم أهلي منذ بداية الدعوة ، وكان على العرب بناء منظومة أداريه لإدارة الدعوة ومنها الفتوحات الإسلامية ، وما لا يعرف الكثير من القراء ان لهذه الفتوحات هدفان الأول هو نشر الدعوة والثاني هدف اقتصادي ، وقد ظهرت بعد هذه الفترة دعوات لاستبعاد العرب من الحكم بسبب توسعة رقعة الإسلام على الأرض وكان هذا بسبب المعادات للعرب وهذا كان نتيجة ان العرب ودعواتهم كان السبب في هزيمة الإمبراطوريات التقليدية من (الفرس والروم) وهذا ما سبب الحقد من هؤلاء للقضاء على العرب والدين الذي يحملون .

وهنا يستحضرني مثل شعبي شهير (هم رجال باعوا نخوتهم بشهوتهم) وهذا ما فعلوه العرب بعد تولي السلطة والقصة تبدأ من تولي السلطة رجال محبين للشهوات فكان هناك عمليات مصاهرة من غير العرب والبداية وكانت في العصر العباسي ، وهذا ما استغلوه الأعداء لإسقاطهم وقد انحدر الامر بهم ، ان النساء كانت تدير مقاليد الحكم من خلف الستار ، ولم يقتصر الامر على هذا حتى جاء اليوم الذي تولى فيه العبيد زمام الحكم وهذا ما ساهم في اغتيال العرب ونحر الإسلام .

اما ما يحدث في غزة ومن باب الفراسة كتبنا في بداية الامر ما بعد السابع من آيار ان الامر ليس من بدأ في الضرب وهذا بسبب اننا على دراية بعدونا وحال من معنا فنحن اليوم طوائف وملل متناحرة لا راس لها وهو موطئ العقل ومنبع الحكمة وهم العرب ، وهذا ليس من باب الاطراء لقوم انتمي لهم معاذ الله .

ولكن كل المصادر التاريخية الرصينة سوف تروي فصول من المعادات للعرب وطرق التأمر عليهم والمعركة ليست طابع ديني كما يتصور الكثير ولكن الامر ثأر تاريخي لم يتجاوزه الأعداء على مر تلك العقود الطويلة ، ومازال هناك محاولات لطمس الشخصية العربية وتعميم قيادة الإسلام لمن هم غير العرب ، وهذا ما كان تطلبه الفئات الظلامية ومنهم الخوارج والغريب ان الفرق التي عملت على هدم الإسلام كلها هي من خارج المنظومة العربية فلم يذكر التاريخ ان هناك شخصيات ساهمت في تحريف الإسلام من العرب فمن غير المعقول ان يساهموا في الطعن في دعوة هم أصحابها .

وهذه هي غزة اليوم ومنذ شهور يمارس العدو كل أشكال القتل والتهجير مع صمت الإسلام والمسلمون ، وهذا بسبب غياب الشخصية العربية من المشهد بسبب تلك الأيدولوجيات المعادية للعرب ، مع العلم ان هناك الكثير من الدول المسلمة من غير العرب يتزعمون المشهد الإسلامي في العتاد والعدة ولكنهم لا يملكون ما يملكه العرب من صدق النوايا وحسن الفكر والتدبير .

واذا ما كان هناك مسلمون حقيقيون فهم يدركون ما هو دور العرب في حسن التدبير واذا ما بقي الحال على ما هو عليه فسوف يرفع الله دينه وهذا بسبب أغتيال الحامي لهذه الدين ، ولم يكن اختيار العرب ليكونوا حماة الدين من الله من باب الصدفة فهو يعلم ما لا تعلمون .

ومن يقوم بالطعن والسب على العرق العربي هو من يشعر بالنقيصة ويضمر الحقد لاناس كان لهم الفضل اليوم على الكثير من الأرض في نعمة الإسلام ، ولو كان للعرب دور فيما يجري ما أستهان اليوم أحد بنبينا او القران الكريم وما قتل مسلم على هذه الأرض .

وفي النهاية .. يجب التنويه الى ان ما كتب هنا ليس من باب الطعن في عرق او أصول ولكن العرب هم قادة الإسلام وبهم اعز الله دينه وعندما غيب العرب تطولت الكلاب والخنازير على الإسلام والمسلمين .

الثلاثاء، 7 مايو 2024

مقال شخصية النبي موسى في مسلسل تلفزيون وثائقي

 خروج عن النص

تحت عنوان

خروج عن النص

تحت عنوان

شخصية النبي موسى في مسلسل تلفزيون وثائقي

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



"الوصيّة"... قصّة النبي موسى على منصة "نتفليكس" ... النص الالهي ... لا يخضع الى المصطلحات الدرامية المصاحبة الى أي من الاعمال الدراما فهناك ثلاث مصطلحات وهي (التجرد والالتزام والخيال) في هذه النوعية يجب اسقاط مصطلح التجرد والخيال والابقاء على مصطلح الالتزام وهذا بسبب انك تتعامل مع نصوص سماوية وهذا ما لم يفعل في مجريات هذا العمل .

وعلى العكس من هذا فقد قدم العمل شخصية النبي على اسس بعيدة عن الصفة التي يحملها وتقديمه على انه شخص ثوري يحضى بالرعاية السماوية مقابل الحكم الجائر وأبعد المشاهد عن فكرة الدعوة ووصل الحال بالقائمين على العمل اتهام شخصية موسى النبي بالمرض النفسي (اضطراب الانتماء) وهذه كارثة الكوارث اذا ما صح القول وهذا ما يصب في اصل فكرة ابعاد شخصية النبوة .

وقد تضمن العمل قضايا كثيرة بعيدة عن مبدأ المنطق والعقل ومنها تغير ما اتصف به شخصية النبي وهو كليم الله في تصوير انه قد رأى الله بشكل مباشر على هيئة كتلة نار  والعياذ بالله عن ما يصفون فالله صفة يمتاز به وهي انه شيء لا يشبه شيء ، ولم يقف الامر عند هذا ولكن تجاوزوا المعقول في قضية تجريم الشخصية وانه قد ارتكب جرم القتل مع سبق الاصرار والترصد من خلال ما طرح من مجريات الحدث ، والغريب اطلاق العنان للخيال في التعامل مع النص والخروج عن المتعارف عليه من احداث فقد استبدلت بعض المعجزات في سياق العمل ومنها معجزة اليد البيضاء الى يد مصابه بمرض جلدي يخيف الاخرين ، وفي هذا تضليل واضح للحقيقة .

وهنا سوف نذهب الى ما خارج شخصية النبي والاحداث التي وردت في العمل الدرامي ومنها :

اسطورة انهم المشاركون في بناء الهرم

الاكذوبة العظيمة ... وانهم من ساهم في بناء تلك الصروح وهذا غير صحيح وارجع هذا الى ما ورد على السنتهم في هذا العمل وهو يقدم العبرانيون على انهم الطبقة الاقل شأن في المجتمع المصري القديم وهذا صحيح فهم لم يتجاوزا صفة خدمة المنازل ، ودليلي وفي هذا ان جميع العمالة المصرية القديمة كانت توصف ب (الحرفية) وهي كلمة تجمع ما بين الصناعة والفن ، ولو افترضنا ان الرواية التي يقدمونها صحيح لوجدنا اثار مشابهة  في مصر  الارض التي خرجوا اليها ولكن على العكس ففي رواياتهم هم ان ما بعد خروجهم من مصر والفترة التي تسمى بالمتاهة لم يستطيعوا بناء حضارة بسيطة ولكن تحولوا الى جماعات غير منظمة ومتناحرة في ما بينهم الى غاية عصر النبي سليمان وما قدم من اسس حضارية كانت بالاصل تعود الى ما كان تتمتع به شخصية النبي في ذلك الوقت والمعجزات التي أتى بها ، وهنا ندرك ان المصريون القدامى لم يستعينوا بشخوص عبرانية في البناء الحضاري وبشكل مطلق ، انما اكتفى العبرانيون بمهنة خادم المنزل ولم يخرجوا عن هذا حتى رحيلهم من مصر .

اسيا اخت فرعون ام زوجته

فقد قدم العمل أسيا بصفة اخت فرعون وليست زوجته وانا لا انكر هذه الرواية بشكل مطلق ولسبب بسيط وهو ان من الاعراف والتقاليد الفرعونية انهم يتزوجون من اخواتهم .

 المبالغة في العقوبات التي كانت في زمن فرعون

في سياق الحلقة الثانية والمتضمنة العقوبات التي جاء بها موسى النبي عليه السلام موت جميع الماشية في مصر ومن ضمنها الخيول وجميع الدواب ولكن السؤال هنا اذا ما قد حدث هذا فكيف استطاعت جيوش فرعون باللحاق ببني اسرائيل الى البحر وكيف استطاعوا العبرانيون انفسهم من نقل امتعتهم معهم وأرى صور المبالغة والتهويل في هذا بشكل صريح .

معصية السرقة

وهذه اكثر رواية تثير الشك والريبة في الموضوع ومفادها ان العبرانيون امروا نسائهم بسرقة الحلي والاواني من المصريون بحجة الاستعارة عند الرحيل وتعتبر هذه سرقة بكل معنى الكلمة وقد كان هذا حالهم وبينهم نبي ، ودليلي في هذه الرواية هي عملية صناعة العجل الذهبي ليعبدوه من دون الله بعد غياب موسى ، ولو اخذنا بروايتهم انهم فقراء ومستضعفين فمن اين كان لهم كل هذا الذهب في هذه العملية

عملية التشكيك في القدرة للذات الالهية

ما لايعرفه الكثير ان نصف المعجزات النبي في هذه الفترة كانت فقط ليقنع بها العبرانيون انه نبي وقد صور العمل بشكل لا يقبل الشك ، والغريب في الامر ان رغم كل ما حدث امام اعينهم لم يكن هناك ايمان كامل لديهم ، حتى ورد سؤال في سياق النص (اين كان ربك عندما سمع بكاء بني اسرائيل) وكان توقيت السؤال في العمل ما قبل الرحيل .

النبي شيت ذو البشرة السوداء

وهنا يكمن التوظيف المغرض للعمل فلم يظهر العمل على ان شخصية شيت على انه نبي ولكن اكتفى بالإشارة الى انه كبير الكهنة لعبادة ثانية لا تنتمي للتوحيد وان زواج موسى من ابنته هو تبويب لقضية اليهود اصحاب البشرة السوداء من اليهود في اثيوبيا وغيرها وقضية النسب الذي يعود الى موسى من ناحية الام ، اما في ردي على ما ورد هو ان جميع الكتب السماوية كان التركيز فيها الى شخصيات يتم التعريف بهم من خلال (عباد لنا ، عبد صالح ،ذوي العلم ، انبياء ، رسل) وما يقابلهم من شخصيات مناهضة لدعوات السماوية ولم يتم ذكر شخصيات هامشية كما يدعون ونشهد هنا عمليات طعن بشخوص لا تخدم اهداف العمل .

اما عن تقيمي الشخصي لهذا العمل فانه ينتمي لنوعية الاعمال الاستعراضية لحدث تاريخي معين بالاستعانة ببعض رجال الدين وعلماء التاريخ الذين تحدثون في سياق المسلسل ولم أخذ الموضوع من باب ديني ولكن اعتمدت النظرية العقلية التي يزعمون هم اعتمادها ، وهنا من لسانهم ادينهم ، وقد تخلل العمل الكثير من الممارسات المعيبة التي تسيء لشخص النبي من خلال القبلات في الزفاف .

وفي النهاية يظن الكثير من العقول الغربية ان المجتمعات العربية والمسلمة غير قادرة على رصد ما يروج من افكار مشبوهة ولكن على العكس فهناك الكثير من العقليات غيري تملك القدرة على تفنيد المعطيات المشبوهة التي تطرح من خلال العمال الدرامية والسينمائية.


الأحد، 5 مايو 2024

مقال

 جرس ووقفة

تحت عنوان

القضية الفلسطينية

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين



ليس من باب انتقاد أو الاساءة للمؤسسة التي انتمي اليها ، ولكن أزعجني ان تبنى المواقف على الايعاز الحكومي المتمثل بالجرس الذي طرق اليوم صباحا في رواق كلية الاداب ، واذا ما عدنا لقضية اتخاذ موقف من مسألة معينة ، والقاعدة الاساسية التي يبنى عليها هي النظام التوعوي الجماهيري ، وهذا ما نفتقره بالجموع الطلابية ، جأت هذه الممارسة هي نتيجة النقد اللاذع الذي كان على اثر ما حدث في الجامعات الامريكية، ومن هنا نفهم عن ماذا نريد ان نكتب والموضوع الرئيسي هو تفعيل نظم التوعية في الجامعات ولا اقصد بهذا تسيسها ولكن هناك تقصير في تفعيل القنوات او التجمعات الطلابية ولم تشهد البلدان العربية مطلقا هذا النوع من الثقافة منذ تأسيسها حيث كانت ولا تزال لا تملك وعي ثقافي مستقل خارج القضايا الاكاديمية ، وكل المواقف التي كانت وفي الغالب كانت تخدم ما تريد السلطة الحاكمة وهذا تقليد موروث من مبدايات السلطة في القرن الماضي ، وللحصول على موقف من شخص معين يجب ان يكون هناك ايمان مطلق بما خرج لاجله وهذا ياتي من مصطلح التوعية وهنا يكون ما حصل سوء فهم الى اصل القضية ، وهي من اعظم القضايا التي قد يتبنها شخص ما في الحياة .

التقثيف وهو من اخطر القضايا التي يمكن التعامل معها ، وهو يعتبر نشر أفكار معينة لمبادىء تؤمن به وليس هذا بالامر السهل كما يظن الكثير ولكن يجب ان يكون التثقيف يحمل المعيار القيمي لمخاطبة العامة للحصول على موقف معين ، وللحصول على ما نريد يجب رسم خط يحمل معه ابجديات القضية التي يراد اتخاذ موقف معين .

اما ان تبنى مواقفنا على ردت فعل فهذا ، لا يدخل في باب المواقف فنحن يجب ان يكون لنا اوليات عن ما يجري وتبين الحقائق التي  نحدث بها في الصروح العلمية ، وهذا يشمل كل الجوانب الاجتماعية ولهذا نرى ان الكثير لا يستطيعون اتخاذ موقف معين الا اذا اضطر لهذا وهنا دلالة على انعدام قضية التوعية بما يحق لنا وما هو علينا .

وللحديث عما حدث من احتجاجات في الجامعات الامريكية ضد الممارسات العدو على الارض المحتلة لم يكن الا من تفعيل الدور التوعوي بعيد عن السلطة الجامعية هناك ، فهناك ما يعرف بالاتحادات الطلابية المسؤولة بشكل مباشر عن هذه الانشطة الطلابية .

وقد يظن البعض ان ماكتب عملية تسقيط لجهة معينة وهذا غير صحيح فكل ما حصل هو موقف ذكرني بقضية تستحق الكتابة عنها لانها من اهم القضايا التي تخص العامة  ، اذا ما كان على مستوى المؤسسات او غيرها .

وفي النهاية وكما كتبت من قبل ان العصر الحالي لكلية الآداب جامعة الموصل تعد من العصور الذهبية لهذه المؤسسة ولسبب بسيط هو هناك ما يعرف بالتناغم بين الشؤون العلمية والادارية ولا اقول قولي هذا لاسترضاء احد لا سامح الله ولكن هي كلمة حق يجب كتابتها في نهاية هذا الموضوع ... وهنا اود تقديم تحية اجلال وتقدير لكل من يعمل اليوم في هذا الصرح من الهيئة التدريسية والعاملين بالقطاع الاداري من موظفين واساتذة .

الجمعة، 3 مايو 2024

مقال أزمة الادب العربي المعاصر

 أقلام ما بين سادن وكاهن

تحت عنوان

أزمة الادب العربي المعاصر

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



 أقسمت منذ فترة ان لا امدح ما تمدحون ولا اذم ما تذمون ، فموضوع اليوم مثله كمثل من يضع يده في جحر الثعابين ، وهذا بسبب ان شخوص في مقالي هذا هم أصحاب الحجة والقلم كما يدعون ، هم ما بين سادن وكاهن وللخوض في هذا الموضوع يجب ان تكون على دراية كاملة في ما يكتب وما يقال في الساحة الأدبية ومنها تستطيع التفريق بين عناصر النص والمؤلف .

وهنا يجب استعراض بعض الأقاويل التي تصب في اصل ما سوف يكتب هنا ومنها ما يعد قواعد في النقد الأدبي وهي الفصل ما بين النص والمؤلف والحقيقة هي من كتب هذا يريد التهرب من الأخلاقيات التي ترد في النص فنرى الكثير من الأقلام تكتب عن الشجاعة بينما صاحب النص هو رمز من رموز الجبن والتخاذل ، وأخرون يكتبون عن الغزل العذري وهم الماجنون في الأرض ، وهذا لا يشمل الأدب الذكوري فحسب وسوف نبين هذا في ما يلي من استعراض شخصيات أدبية دون ذكر أسماء ، وكما يعرف الكثير يقسم الأدب الى الوان عديدة منها (الشعر ، والمسرح ، والرواية ، والقصة بنوعيها الطويل والقصير ، والمقالة بأنواعها ، ونصوص نثرية) وما لا يعرفه الكثير ان كل تلك الألوان لا تخرج اليوم عن نظرية المدح والذم واذا ما اردنا رسم صورة الادب الملامح العربي يجب استعراض الأيدولوجيات التي تتبنها الأقلام اليوم .

الشعر والشعراء

ملوك وعظماء القوم كما يرون انفسهم اليوم ، ولا أقر لهم بهذا ، فلم اسمع من قبل ان احد الشعراء قد تزعم قوما في العصر الحديث ، ومنذ ظهور الشعر في ارض العرب كان هناك ما يعرف بالمدح والذم مع مواضيع عديدة ولكن قد مضى الزمان واختفى ذلك الرونق الذي كان اهم ميزاته الشهرة بين العامة وكان هذا لغاية منتصف القرن الماضي ولكن تبدل الحال وأصبح شاعرنا اليوم يكتب الشعر لذاته فقط ليخفيه عن عيون الناس ليخرجه بعد حين ليطبع كتاب ويأخذ به هوية اتحاد او رابطة للأدباء والغريب ان هؤلاء ذاتهم يشكون من عدم أقبال العامة على ما يكتبون ، ويضعون اللوم على الناس ولكن الحقيقة هو ان الكثير منهم لا يعرفه احد ولم يسمع به من قبل وأكاد اجزم ان امه التي ولدته لا تعرف ان ابنها يكتب الشعر ، ودوما كنت اردد على مسامع الأقلام الشابة ان قبل الشروع في طبعة كتاب يوضع على رفوف المكتبة اصنع لك اسم تبحث عنه البشر في المكتبات وهذا من خلال التواصل مع العامة والنشر في الصحف والمجلات .

المسرح والمسرحيون

وهو اللون الوحيد من الأدب الذي لا تملك العرب تاريخ طويل فيه وهذه حقيقة فترى مسرحنا اليوم مسرح غير مجدي معتمد على الأفكار الغربية في الكتابة او الإخراج فنحن لازلنا في المسرح نخاف المواهب الواعدة فترى الكثير منهم السدنه لأضرحة شكسبير وغيره من الأقلام الغربية في هذا المضمار والغريب اننا لم نكن قادرين على اتخاذ مدرسة مغايرة لما متعارف عليه غير الكوميديا التي تصل الى الإسفاف في الكثير من الأحيان وهذا لا يعني ان هناك أعمال تعتبر طفره في المسرح العربي وتكون من باب الصدفة لا اكثر وحتى ما يعرف بالمسرح السياسي فترى مواضيع المدح والذم فيها بشكل ملحوظ

الرواية والروائيون

وهنا المعضلة الكبيرة فأصبحت مهنة من لا مهنة له ، فالكثير منهم لا يملك القدرة في تحديد شخصيته بين الراوي والحكواتي وبينهم من يبحث في سيرته الذاتية عن مادة للعرض ، بينما هذا النوع من الادب يعتمد على المخيلة بشكل كبير فالغالبية العظمة منهم لا يقرأ شروط كتابة الرواية قبل الشروع في كتابتها ، فيكتفي بما قرأ في الماضي من أعمال أدبية والذي لا يعرفه هذا الكاتب ان الرواية بالأصل كتبت لغرض الإمتاع وليس لغرض التعلم وهنا تكمن المعضلة .

القصة القصيرة وكاتبيها

وانا اعتبر ان هذه النوع من الادب هو الأصعب على مدعين الكتابة وهذا بسبب قضية اختزال الفكرة بسطور او كلمات معدودة ، وهنا تكمن حرفية القلم وصاحبة في توظيف الحدث لخدمة الفكرة ، ولهذا ترى ان الاعداد الذين يزاولون مهنة كتابة القصة القصيرة هم الأقل بين أنواع الادب ويعود الى الافتقار لتقنية الكتابة .

المقال وكاتبه

وهنا كما يقال لنصمت قليلا فبعض المقالات تشعرني بالقرف في بعض الأحيان وهناك نوعية رصدته بين هذه الأقلام وهم المستعرضون الثقافة فيقوم بالكتابة على ضوء ما تم حفظه من عنواوين او مؤلفين ليعطي للقارئ شعور ان الكاتب يمتلك ثقافة عميقة فترى مقالاتهم عبارة عن معرض تاريخي للادب ، والحق يقال ان هؤلاء هم كهنة يرددون ما يحفظون ليعيدوا كتابته بصورة سيئة ومغايرة ، مع العلم ان هذا اللون من الادب هو المضمار الاوسع في اختيار المواضيع ولكن مع هذا تجد الكثير منهم يرجعون المقال الى النوع المقال السياسي فقط في يومنا هذا .

النصوص النثرية وجيوشها

وهم من غير صورة الأدب والأدباء والذي خلط الحابل بالنابل فذهبوا يكتبون بعيداً عن القواعد والمعايير الأدبية تحت الكثير من المسميات فالنص اليوم بسببهم اصبح من الصعوبة تميزه عن سواه ، وكان الامر أشبه بمصطلح (الخرابيط) ويجب الان استحداث لون جديد يحمل هذا المصطلح ، ويرجع الكثير من النقاد لظهور هذا النوع من الأدب هو افتقار موهبة الكتابة وأصرار البعض ان يمتهن هذه المهنة فيجد في هذا الباب مساحة له للدخول لعالم القلم ، وبرأي المتواضع ارجع هذه الفوضى الى طريقة تعامل الناقد العربي مع النصوص فيخذ دوما دور المدافع عن حصن الادبي ، وهذا ما وقع به وكان له نتائج كارثية ، فكان الاحرى به هو مساعدة الأقلام المبتدئة لتبني مضمار معين والابتعاد عن نصب المشانق اللغوية والادبية للنص وصاحبه .

وبعد كل ما ورد هنا يجب تبين بعض الحقائق عن شخصية بعض الأقلام واهم تلك المزايا هو الغرور الاعمى في التعامل مع الاخرين ، وما لا يفهمه الادباء بشكل عام ان ليس هناك شيء يسمى الاديب المتميز ولكن هناك نص متميز وبهذا يخضع النص للنظرية النسبية فما تكتبه الأقلام ليست نصوص سماوية يجب تقديسها ، فهناك الكثير من الأقلام تشهد في فترات معينة عملية ضمور إبداعية وهذه من طبيعيات الأمور .

وفي النهاية أدرك ان ما كتبت لا يرضى عنه الكثير ، ولكن غير مهم لان ما جاء في هذه السطور يجول في خاطر الكثير من أصحاب الأقلام والقراء وكما تعودتم مني ان تكون كلماتي تمتاز بطابع الحدية أقول للكثير (للقلم شروط اذا لم تستطيع ان تعمل بها اكسر القلم وامضي ، فالكتابة من اعظم المهن على سطح هذه الأرض)

الأربعاء، 1 مايو 2024

مقال بعنوان ( التغير في المعايير المجتمعية وتغيب صورة الذات الإلهية)

 التغير في المعايير المجتمعية وتغيب صورة الذات الإلهية

تحت عنوان

الخطر القادم

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



هو من أخطر المواضيع التي تهدد المجتمعات العربية ، وهذا بسبب القصور العقل الاجتماعي ، فنحن نعاني من أزمة أجتماعية كبرى ، وهو يعود الى أعتماد الفكر العربي اليوم على النظريات الغربية في التعامل مع القضايا المحلية حتى على المستوى الاكاديمية والتعليمي ، فنرى المناهج اليوم في الجامعات معتمدة على نظريات قديمة تعود الى القرون الماضية ومن اكبر الأخطاء التي ترتكب هو تطبيق نظريات مجتمع على مجتمع اخر يختلف معه بالأيدولوجية والزمن  ، وهذا ما يحدث ارتباك في قوعد الفكر الاجتماعي ، ولان اتحدث اليوم عن النظريات والتقليعات للكثير من علماء علم الاجتماع ولكن سوف يكون هناك رصد لصور من أرض الواقع .

يوعز الكثير بما يجري على انه مؤامرة كبرى ضدنا وهذا غير صحيح ، والكثير منا يتحدث عن تغير الزمن وهذه أيضا من القضايا المغلوطة فالزمن لا يتغير ولكن من تغير هي قواعد والمعاير الأخلاقية للإنسان وليس بأحد بمأمن مما يحدث فالكل معرض للانحراف الا ما رحم ربي بشكل مؤقت وعجلة الانحدار سوف تسحق الجميع وتعتبر هذه من المسلمات للأسف .

وما اثار في نفسي الرغبة لكتابة هذا الموضوع خبر ورد في التلفاز عن (ام قامت ببيع ابنتها مقابل جرعة من المخدرات) قد يبدو للكثير ان هذا الخبر مجرد خبر عابر لا يحمل الكثير من الأهمية ولكن في الحقيقة خبر كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهذه كما يقال قطر من محيط وما خفي كان أعظم ولمعرفة الأسباب التي اوصلتنا لهذا الحال يجب طرح بعض صور المتغيرات المعيارية والأخلاقية .

نبدأ بالفرد والمعتقد ، فمنذ سنوات كان المعيار للفرد في المجتمع كان يرتكز على نوعان في قاعدة واحدة ينطلق منها وهو الوزع الديني والوزع الأخلاقي ، وهذا ما كان يعطي للشخص إمكانية لتفريق بين الصواب والخطأ ولكن اليوم نشهد غياب تلك العناصر المال وصبح هو رب الأرض فهو يعتبر العنصر الوحيد لتقيم الانسان امام المجتمع وهذا ما ساهم في أيجاد مفاهيم أجتماعية مغايرة على ما كان عليه وتحول البشرية من تصنيف الانسان الى المناهج الحيوانية للصراع من اجل البقاء وقتل في هذا الكثير من المصطلحات الأخلاقية منها الصدق والوفاء وصلة الرحم فعندما ينزع الدين والأخلاق من مجتمع ما يكون العالم شبيه بالغابة بكل المفاهيم المتعارف عليه .

وهنا يكون الصورة الثانية (العائلة) وما أصابها في ظل كل ما يجري وهي الكارثة الحقيقية ونقطة الوصل بكل ما نعاني اليوم فقضية التربية من اكثر العناصر التي تساهم في بناء المجتمع ، ولكن لو نظرنا للعائلة اليوم فلم يعد الاب بالفهوم الحقيقي فقد جرد من السلطات التي كانت لديه قبل فترة من الزمن فكأن الامر اصبح في وجود الاب زائر مؤقت لا يعرف عن البيت غير مطلباته المنزلية وقد يكون هذا بسبب الوضع الاقتصادي ولا اعطيه العذر في هذا مطلقاً ، والغريب هناك كلمة أصبحنا نسمعها من الكثير منهم عند مناقشته في امر يخص أبنائه الذكور وهي كلمة (اشسوي ما اكدر له) واعتبر هذه الكلمة كفر بمبدأ التربية الاسرية وبسبب ضعف دور الرجل الرقابي في منزله سوف يكون هناك حالات من الفوضى المنزلية وعدم حسم الأمور داخل المنزل سوف يحدث فجوة في تقبل الابجديات الأولى في التربية  

اما عن كارثة الكوارث كما اطلق عليه وهي (الام) والتي يعتبرها الكثير من المفكرين القدامى هي مدرسة الاخلاق وهذا عندما كانت الام تملك مبديات الاخلاق والكثير يظن ان صنعة الام الصالحة يتم من خلال التعليم الاكاديمي او الدراسي وهذا لا يمت للواقع بصلة بشكل نهائي والدليل في هذا ان في السنوات الماضية كانت نسبة التعليم تعد منخفضة جدا ومع هذا ترى ان المجتمع كان يمتلك أصول أخلاقية ثابتة وهذا دليل على ان مدرس التربية الأولى هو المنزل ، ولكن ما نجد اليوم من ممارسات غير أخلاقية هي بسبب تمرد المرأة على المبادئ الاجتماعية والأخلاقية بحجة المساوات الكاذبة التي تروج لها بعض المنظمات المجتمع المدني المشبوهة من الأصل ومن باب القيام بهد أي مبنى على سطح الأرض وهو ضرب القواعد والاساس فالمجتمع يعد بناء اجتماعي فمن البديهيات ان يكون الخلل الرئيسي في المرأة فصدق من قال (اذا ما اصلحت ملك صالح واذا ما اقبحت شيطان رجيم) ومن هنا نفهم الدور الأهم في نظام الاسرة .

المجتمع وهو الكيان الأكبر واذا ما تفاقمت مشكلة معينة لتصبح ظاهرة اجتماعية يكون الامر من الصعب أيجاد حلول اجتماعية ولكن اليوم نشهد الكثير من الظواهر السلبية الخطيرة في المجتمع ومنها اتخاذ الذات الإلهية شخصية هامشية وليست من الأساسيات أو المسلمات فاصبح الكل مؤمنون ولكن أي نوع من الايمان وهو الذي يتناغم مع رغباته الشخصية وقد وصل الحال اتخاذ الشعائر الدينية من باب المباهات ومزايا الترف ويعتبر هذا من القضايا الخطيرة جدا اذا ما صح القول حتى بات يقال (ان الدين عادة وليست عبادة) وهذا ما انعكس على نوعية العلاقات الاجتماعية وانواعها ، فاليوم وفي حالة الزواج والخطبة يكون السؤال الأول للعائلة (ماذا يعمل وماذا يملك) وبعد الاطماننا على نوعية الجواب يقال لهم سوف يسال عنه ، ولهذا دلالة مفادها ان المال قبل الدين والأخلاق وهنا يأتي حديث رسولنا الكريم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) صدق رسول الله وفي هذا تحذير من الانحراف الأخلاقي في المجتمع ولكن اليوم للأسف اصبح الحديث بشكل ثاني اذا جاءكم من ترضون ماله وأملكه فزوجوه ففي هذا ارتياح اقتصادي ومعاشي وبعد كل ما ذكر يأتي من يكتب النظريات على الورق بمعزل من الواقع المزري للمجتمع فهؤلاء ينطبق عليه المثل الشعبي (مثل الأطرش بالزفه) .

واذا ما كنا نريد البحث عن حلول ونتائج يجب تفعيل الدور التوعوي والكف عن الجري خلف دعاة الطبيل الإعلامي اننا مجتمع خالي من العيوب فنحن مجتمع ديني أخلاقي متعلم ونحن بالاصل لا نمتلك أي من تلك العناصر .

وفي النهاية انا لا ادعي الصلاح فانا جزء من هذا المجتمع ولكن لحل المشاكل التي نعاني منها يجب أولاً الاعتراف بوجود مشكلة عندها نكون قادرين على قرأتها وأجاد حلول واقعية بعيد عن التنظير العبثي والكتبي الذي مضى على كتابتها قرون وسنوات مضت ، وهذا دعوة للجميع للنظر في المرايا عند قراءة هذه السطور عندها سوف تجد انك غريق في مستنقع الأفكار الدخيلة التي جعلت منك مجرد فزاعة في ارض بور .

 

مقال عن مسلسل عالم الست وهيبة

  الاجزاء تتحدث عن الازمنة                  تحت عنوان مسلسل عالم الست وهيبة بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين وانتهى عرض حلقات ...