الاجزاء
تتحدث عن الازمنة
تحت
عنوان
مسلسل
عالم الست وهيبة
بقلم
البارون الاخير / محمود صلاح الدين
وانتهى
عرض حلقات مسلسل (عالم الست وهيبة) الجزء الثاني المثير للجدل وهذا ليس بسبب قضايا
درامية شائكة كما يظن البعض ولكن بسبب العقليات الساذجة القائمة على مركز القرار
في يومنا هذا ، وكان لابد من قراءة تضمينية لهذا العمل .
وفي
الشروع لكتابة موضوع نقدي عن عمل تلفزيوني يجب ان يكون هناك رؤية تمتاز بالاطلاع
الواسعة لتمكين الناقد من رصد موضع الخلل والتميز في العمل ومن هنا يجب التحدث عن
النص وصاحبة وهو العملاق (صباح عطوان) وليس هو القلم الوحيد على الساحة الادبية في
هذا المضمار ولكن عندما نتحدث عن هذه الشخصية يجب ان تكون هناك معلومة حاضرة وهي
انه القلم الوحيد الذي فرض نفسه على الساحة في ذلك الوقت الذي كان من اهم ميزاته
هو فرض افكار معينة وتقيد حرية الفكر وهذا لم يمنع (صباح) من التميز في ذلك الوقت
انذاك
وهنا
نعود لمضامين الاجزاء وعلقتها في الازمنة لكل جزء ، وفي البداية كان العمل في
الجزء الاول هو ينتمي الى الاعمال التوعوية وندرك هذا من أصل التسمية للعمل وهو
يحمل اسم شخصية اجتماعية تأخذ على عاتقها دور اصلاحي توعوي وهي شخصية (وهيبة)
الممرضة في احد المراكز الصحية وهي بمثابة محور العمل وجميع الشخصيات تعتبر ثانوية
ولكن من روائع ذلك النص انه جعل هناك ما يعرف بالبطولة الجماعية وبرزت فيها شخصيات
كان لها الاثر الكبير على المشاهد ومنها (مهيدي) و شخصية (عبود الضامن) وهي شخصيات
مازالت عالقة في الذاكرة ، والحق يقال ان العمل لم يكتب له النجاح لا من خلال تلك
الشخصيات المعبرة والمستفزة في أنن واحد ومن الاهداف التي قدمها الجزء الاول وهو
ان لا أحد فوق قوانين الدولة في ذلك الوقت وقد نجح المؤلف في هذه المهمة ، من خلال
النهاية الواقعية التي تخدم اصل الفكرة والمضمون
ولكن ما
قدم في الجزء الثاني لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يتوقعه المشاهد والبداية كانت
في التوظيف السياسي للعمل من خلال استغلال الفرص الضائعة للعمل على اظهار النظام
السابق بالصورة السيئة وهذا لا يعني ان الصورة الحقيقية لتلك الفترة وردية كما يظن
الكثير وهذا ما اعطى صبغة تساهم في زج المشاهد في ما يعرف بالصراع السياسي .
وما يأخذ
على مجريات المسار الدرامية في هذا الجزء هو الخروج من اصل الفكرة والهدف الاصلي
لهذا العمل وهي التوعية الاجتماعية ودفع النص لما يعرف بمحاكات الرغبات الشخصية
وهو الحديث عن البطولة في مضمار الجريمة واظهار الخارجين على القانون هم اصحاب
النفوذ المطلق ورغم انها الحقيقة ولكن ما قدم اعتبره من وجهة نظري المتواضعة هو
تضمين لمفهوم الجريمة في المجتمع وجعل من شخصية المجرم مثال يقتدى به .
ولم يقف
الامر عند هذا ولكن هناك أخفاق في المسار الدرامي في التعامل مع الشخصيات من
الفروض ان تكون محورية تم تغيبها عن النهاية ومثالنا في هذه شخصية الفنانة (سولاف
جليل) هو حبيبة الشخصية الاكثر اجرام في العمل وشخصية الفنان (احسان دعدوش) ابن
حجية فتنة وغيرها الكثير ممن تم تسقيطهم من السياق الدرامي للعمل بشكل فوضوي وهذا
ما ساهم في عدم اكتساب العمل المصداقية لدى المشاهد
واذا ما
اردنا الحديث في اسباب فشل العمل تكون الادارة الاخراجية للعمل المسؤول الوحيد عن
هذا من خلال عدم قدرتهم على توفير التقنيات والمحاكاة بين النص والمشاهد التمثيلية
وقد يكون هذه بسبب الضغوط التي ممارسة على ادارة العمل بسبب الاراء والتوجهات
السياسية القائمة ، ولكن هناك خلل واضح في طريقة التعامل مع النص الاصلي للعمل .
وفي
النهاية وهنا تكمن ام الكوارث والنهاية المستفزة بكل معنى الكلمة وهو انتصار مبدى
الجريمة في نهاية المطاف والتبويب لهذا الامر جريمة وهروب المجرم وقتل رجال الشرطة
واظهار السلطة في العمل كضيف شرف ، ورغم ان هذا هو الواقع الحقيقي للبلد ، ولكن
وظيفة القلم في هذا المضمار هو صناعة الامر ، واذا ما كان هناك تراجع للقانون اما
الجريمة في الواقع فواجبنا ان نزرع الامل لدى المشاهد في غدا افضل ، وهنا وفي
نهاية الامر يستحضرني بيت للشاعر الجواهري رحمه الله يقول فيه
نامي
جياعَ الشَّعْبِ نامي حَرَسَتْكِ
آلِهة ُالطَّعامِ
نامي
فإنْ لم تشبَعِي مِنْ يَقْظةٍ
فمِنَ المنامِ